الإسكندرية، وجه آخر من الموسيقى البديلة

telepoetic

يوجد لدى الإسكندريّة ما يمكن أن أصفه بسلاح ذو حدّين، و هو نوع من الإنقطاع الزمني عن العاصمة، ففي حين أجد -و في رأيي الشخصي- أن الإسكندرية تعاني من شكل من التأخر في الحقبة الزمنيّة، مما يعطي لها ملمساً في المزج بين عناصر تتواجد في زمنين مختلفين، و ليس كأن الفنّان يعيد إحياء تراث مثلاً، و لكن كأنّه يعيش ذلك التراث بذاته، مما و لا يزال في رأيي الشخصي، قد يتشابه بالذهان، و لكن لحسن حظّنا، فإن الذهان أثبت أن مكانه في الفن سيظل محفوراً دام إختار الفنانين، و الموسيقيين تحديداً أن تكون الحالة الفوضويّة هي المفضّلة لهم أثناء ممارسة فنونهم.

يدوم إنقطاع قطاع الموسيقى المستقلّة في الإسكندرية عن القاهرة، حين أصبحت القاهرة تعطي فرصاً قد يجدها البعض -و بذلك أعي نفسي- قليلة نسبيّاً و لكن ليست معدومة للفنّان، إلّا أن الإسكندرية أصبحت مقبرة لهُ، و لكن هناك من السكندريّة من الفنّانين الذين ظل كفاحهم طويلاً حتى أسسوا مكانة في كلتا المدينتين و أكثر. أخص في ذلك الحديث نجومنا لاعبي الموسيقى البديلة في مصر، و في هذا المقال عن بعض المشاريع القائمة المؤسسة من أعضاء نشئوا في الإسكندرية.

بارانويا Paranoia

سوف أبدأ بالقول أنني شديد السعادة أن هناك فريق مثل بارانويا ليقوم بإحياء Progressive Rock بشكل يمكن لجميعنا الإنتماء إليه، أسس الفريق أحمد حمدي، و هو متعدد التوجّهات في الموسيقى، فيغنّي و يلعب الجيتار و الكيبورد، عُمْر الفريق أكثر قليلاً من عام، إلّا أنّهم قاموا بالعديد من الظهور أمام جمهور سكندري، و تمكّنوا في وقتٍ قليل من الإلمام بجمهور رغم كون نوع موسيقاهم أقل مألوفة للآذان.

في مليون سؤال، الجزء الأول، و الذي يطول إحدى عشر دقيقة كاملة يقدّم الفريق مساحة هائلة من رِفّات البروج روك و النقلات المثيرة، غير تاركاً فرصة للمستمع أن يضجر.

بارانويا – مليون سؤال, ج1

Pharaoh Hoodies

مشروع أسسه السكندريَّيْن أحمد أمين رفعت و وائل لهيطة، أمين لاعب درامز و لكن في الأعوام الأخيرة، أعطى أكثر من وقته للموسيقى الإلكترونية و التأليف، و وائل شاعر، و تحديداً الشعر النثري الإنجليزي، أو الprose poetry، و هو لون من الشعر أو الإلقاء أقل إعتماداً على الوزن و القافية، و أكثر إهتماماً بالمعنى الذي يهدف للتعبير عنه. قام أمين و وائل بكتابة الأغاني و تسجيلها أثناء مكوثهم بسيناء، هناك عَمِل كلاهما كمدرّس للتلاميذ العرب و البدو.

touch toes.

(محمد) كاتو حافظ Kato Hafez

ظهر منذ أعوام قليلة مجموعة من الفرق الموسيقية التي تلعب الميتال، متأثرين بالموسيقى التقنيّة الخاصة بفريق Meshuggah، الفريق السويدي، و الذي يلعب موسيقى الExtreme Metal، كان له تأثير عظيم على الأجيال الأحدث للاعبي موسيقى الميتال. كاتو هو اللاعب الوحيد الذي أعرفه ممارساً لموسيقى الميتال بشكل دوري في الإسكندرية.

رغم وجود العديد من معجبي/لاعبي الموسيقى الميتال في الإسكندرية، إلّا أن كاتو يعتبر الأول لممارسة موسيقى الdjent بلهجة مصرية، كما أنّه أنشأ مشروعه فرديّاً، كاتو لاعب جيتار و مغنّي، نشر كاتو منذ إسبوع ألبوم قصير من أربعة تراكات تحت تصنيف الميتال، جميع تراكاته ألّفها وحيداً من الجيتارات و الكلمات، إلى التسجيل و النشر. الجدير بالذكر أيضاً أن الموسيقى ذاتيّة، و تعكس خبرات شخصيّة مر بها، مما يعطي لموسيقته شخصيّة فريدة.

أتذكّر منذ بضعة شهور، أن شارك كاتو في إعطاء بعض النصائح للاعبي الجيتار على جروب مشهور لبيع و شراء الآلات الموسيقية، ليس فقط أن كاتو يلعب الموسيقى، و لكن لديه الأدوات و الخبرة التي تمكّنه من تعديل الجيتارات و تصليحها، و حتى إعادة بنائها.

طريق طويل

أقصى الوسط Aqsa Alwasat

مشروع موسيقي أسسه عمرو عز مع تقى مكاوي، قد لم تسمع عن هذا المشروع، و لكنّه حقق نجاح كبير على الشبكات الإجتماعية، فيقرب أن يصل إحدى التراكات لهم لثلاثة مئة ألف مستمع. عن عمرو عز، فكان في نفس مدرستي، و أتذكر أنّه يلعب البيانو/الكيبورد منذ سن صغير جداً. توضح في موسيقته التأثير و الميل للموسيقى الكلاسيكية، و قد أصنف موسيقته بالكلاسيكية الإلكترونية أو الNu-Classical. تقى مكاوي تحظى بصوت عذب بإضافة Ambience، أو كما أطلق عليه، هوائيّة أو جو محيط للموسيقى، مما يجعلها سهلة للأذن، التراك الأكثر شهرة لهم هو “إنتي”، و سوف أترك التراك ليتحدث عن ذاته.

Enti – انتي

سرور SOROUR

محمد سرور ليس من الإسكندرية، و لكنّه إلتحق بالجامعة هناك، و منذ أكتوبر من ’١٣’ أسس “مشروع سرور” مع موسيقيين من الإسكندرية، مازجين الغناء و الموسيقى الشرقية بعناصر أخرى مثل الروك و الجاز. نشأ سرور في كفر الشيخ و هناك، هيّء لذاته منذ سن صغير أن يغنّي و يلحّن، وُلِدَ سرور بصوتٍ شديد الجمال، و هو على تمكّن شديد منه ليقوم بعُرَب يصعب على معظم المغنّيين أدائها، و لكن أفضل ما لديه يقدّمه في الإرتجال. يقدّم سرور لوناً شرقيّاً للغاية، و لديه تلك المقامات التي ينتقل منها و إليها بشكل يفاجئك، معظم أغانيه مسجّلة أثناء عرض حي.

التراك الذي أعرضه لكم يقدّم نقاء تسجيل ستوديو، و يمزج بين الروك الإلكتروني و الشرقي.

(Sorour – Horoob   Escape (Full Track from Nabi Danial EP  سرور – هروب

مي وليد Maii Waleed

تكتب مي و تلحّن أغاني، و في عام ألفين و ثمانيّة، إشتركت مي مع بضع الموسيقيين السكندريين، نشرت هذا الألبوم القصير منذ شهراً واحداً، بإسم “سمكة”، حيث شارك شادي الجرف في تأليف الموسيقى و الكلمات، كما شارك سمير نبيل –Object Obscure– في الجيتار، و أخيه سامح نبيل.

تتصنّف موسيقى مي بالألحان العذبة البطيئة و غنائاً يذكرونني الIndie Rock، غير أن الكلمات أكثر وضوحاً، و اللغة العربية العامية أكثر ألفةً للأذن.

شاركت مي في مشاريع أخرى لموسيقيين من بلاد عربيّة أخرى، مثل زيد حمدان اللبناني، و فريق زائد ناقص الأردني.

01- Samaka – El Magnoon المجنون

تيليبوتك Telepoetic

ممن أعتبرهم غنيون عن الذكر للمستمع المصري للموسيقى البديلة، عمر الفريق يقل أو يزيد عن عشرة أعوام، و يقدّمون موسيقى قد أصنّفها بين البوست و الروك الإلكتروني، ثلاثي الروك تيليبوتك من دسوقي البازست، صالح على الجيتار و سامو عالدرامز. و تمكّنوا من الظهور في عدة دول عربية في الآونة اللاحقة، من المشاريع الجانبيّة لهم مشروع أحمد صالح و عبدالله المنياوي، و فريق FinRod السكندري اللاحق بفريق Portrait Avenue.

تيليبوتك من الفرق المفضّلة لي منذ أعوام طويلة، و قد تابعتهم للعديد من الأعوام منذ أن رأيتهم في مهرجان صغير في الإسكندرية منذ حوالي خمسة أعوام. أترككم مع الموسيقى التي تقوم بالإنغماس.

Locus

كريم أبوريدة

كريم موسيقي متأسس منذ أعوام عدة في الإسكندرية ، و كنت أراه في العديد من الحفلات في أنحاء الإسكندرية قبل عام الثورة مع فرق متعددة. و صوته تعجز كلماتي عن وصفه، يتردد كريم أبوريدة على أغاني السيد الدرويش، و لا يمكن أن نقول مئة عام منذ حقبة السيد درويش كافية لنسيانه. أهو دة اللي صار لا تزال و منذ صغري، من أكثر الأغاني العربية المفضّلة لي.

اهو ده اللي صار

كتابة عبدالرحمن أبوشلوع 

Leave a comment